بين الوفاء والتجاهل.. كيف كشفت إصابات معلول والمثلوثي الفرق الحقيقي بين إدارة الأهلي والزمالك؟

شهدت الساحة الرياضية المصرية خلال الأيام الماضية جدلًا واسعًا ونقاشًا حادًا بين جماهير قطبي الكرة المصرية ومحلليها، بسبب الطريقة التي تعامل بها كل من الأهلي والزمالك مع إصابة لاعبيهما التونسيين: علي معلول وحمزة المثلوثي.
الإصابتان تشابهتا في طبيعتها وتوقيتهما الحرج، إذ حدثتا قبيل انتهاء عقود اللاعبين مع أنديتهم. ومع ذلك، كشفت ردود الأفعال والإجراءات التي اتخذها كل نادٍ عن اختلاف واضح في فلسفة الإدارة، وخاصة في طريقة التعامل مع اللاعبين خلال أوقات المحن والأزمات.
في هذا التقرير المفصل، نستعرض الوقائع والأحداث، ونحلل كيف رسمت هذه المواقف صورة كل نادٍ في أعين الجماهير، بالإضافة إلى التأثيرات التي تركتها على مشهد الكرة المصرية، سواء من ناحية إدارة الأندية أو من منظور اللاعبين أنفسهم.
الأهلي يرد الجميل.. والزمالك يغلق الباب
أثارت إصابة النجم التونسي علي معلول في مباراة ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام الترجي التونسي، تعاطفًا واسعًا في الشارع الكروي، خاصة مع قرب نهاية عقده.
ولكن إدارة الأهلي لم تتردد، بل بادرت سريعًا بتجديد عقد اللاعب، وقررت قيده في قائمة الفريق رغم غيابه المتوقع لعدة أشهر نتيجة إصابته بقطع في وتر أكيليس.
لم يكن هذا القرار مجرد إجراء إداري عادي، بل كان رسالة وفاء حقيقية للاعب الذي قدم جهودًا وحقق بطولات لسنوات طويلة مع الفريق. وقد نال هذا الموقف إشادة واسعة في الوسط الرياضي، واعتُبر نموذجًا يُحتذى به في كيفية تعامل الأندية الكبرى مع لاعبيها في لحظات الأزمات.
وعلى الرغم من إعلان معلول لاحقًا رحيله عن الأهلي بنهاية الموسم، إلا أن خروجه تم وسط تقدير كبير من الإدارة والجماهير، وغادر الفريق من الباب الكبير، كما يليق بتاريخ لاعب مثله.
الزمالك يختار الاستغناء.. دون دعم
على النقيض من ذلك، تعامل الزمالك مع الظهير التونسي حمزة المثلوثي بشكل مختلف تمامًا. فقد أصيب المثلوثي بقطع في الرباط الصليبي في نهاية الموسم الماضي، لكن بدلاً من دعمه أو التفاوض معه لتجديد عقده، قررت إدارة الزمالك الاستغناء عنه بحجة تفريغ مكان في قائمة الأجانب، دون تقديم أي دعم مادي أو معنوي خلال فترة علاجه.
هذا القرار أثار انتقادات واسعة، خاصة بعد تصريحات وكيل المثلوثي الذي أكد أن إدارة الزمالك لم تُظهر للاعب نفس الاحترام والتقدير الذي أبداه الأهلي تجاه علي معلول. وأشار إلى غياب التواصل مع المثلوثي، رغم التزامه الفني وأدائه المستقر مع الفريق لأكثر من موسم، وهو عكس الدعم الإنساني الذي قدمه الأهلي للاعبه المصاب.
وقد أعلن المثلوثي رحيله رسميًا عن الزمالك عبر صفحته الشخصية على موقع إنستغرام، مما يؤكد نهاية مرحلة صعبة جمعته بالنادي، وتعكس طريقة التعامل التي مر بها خلال فترة الإصابة.
اختلاف جوهري في فلسفة الإدارة
التباين في التعامل مع إصابات اللاعبين يعكس فرقًا حقيقيًا في عقلية الإدارة بين القطبين. الأهلي أكد مجددًا أن القيم لا تُشترى، وأن دعم اللاعب لا يقتصر على أدائه في الملعب فقط، بل على إخلاصه واحترامه للشعار.
بينما فتح موقف الزمالك بابًا واسعًا من التساؤلات حول مدى تقدير النادي لنجومه في فترات الأزمات.
ليست الألقاب فقط مقياسًا.. بل المواقف أيضًا
في كرة القدم، لا تُقاس قيمة الأندية فقط بما تحققه من بطولات وألقاب، بل بكيفية تعاملها مع من حملوا شعارها في أصعب الظروف.
الأهلي اختار أن يكون قدوة في الوفاء والاحترام، بينما اختار الزمالك إدارة الملف بعقلية الأرقام واللوائح.
وفي النهاية، يبقى الجمهور هو الحكم والتاريخ لا ينسى من يكرم لاعبيه، ومن يتخلى عنهم.









